كوَردَةِ اللّيلِ التِي
أحيَانًا أشتَاقُ الغِيَابَ
كوَردَةِ اللّيْلِ التِي تَعرِفُنِي ...
كُنْتُ أعجِنُ خُبزَ الحِكَايَةِ مِنْ طِينِ الدّوَالِي
وَأمَدّدُ قصَائِدِي حَتّى أشْعِلُ الرِّيحَ مِنْ نَارِ البِدَايَةِ ...
ومِنْ عِطرِ الأمْوَاجِ العَائِدةِ مِنَ السّفَرِ ...
هَكذَا ....
أسْقِي اللّيْلَ المُحَنّط بِقرنْفُلةٍ صَبَاحِيَّةٍ عَانِسٍ
ومِنَ الرَّملَ المُكدّسَ عَلى شَفَةِ الغُرُوبِ
اِغتسَلَ بِلوْنِ النّهَارِ البَاذِخِ جَاعِلاً مِنْ عِظامِ الفَحْمِ
أقرَاطا للمَسَاءِ ...
فيَا سَاكِنَ البَوحِ اِشهَقْ كيْ ألدَ قصِيدَةً
مُشتَعِلا بِالمَعنَى أنْزُفُ وَرْدًا فأصِيرُ قبْلةٍ تَسِيلُ
كَليْلٍ كَلِمَةٍ فِي حُضْنِ نَجْمَةٍ ....
أمَّا السّنْبُلةُ التِي تُسَافِرُ فَجْرًا
مَازَلتْ تَجْمَعُ الرِّيحَ كثْبَانًا مِنَ الكَلمَاتِ ثمَّ تلمْلِمُ الغَيمَ
لتَصْلبَ الحَمَامَ عَلى صَدرِي ....
هَكَذا تَرَكنَا فِي الطّرِيقِ حُرُوفنَا ومِنْ وَجَعِ المَاءِ
صَارَ الغُرُوبُ يَرتَجِفُ وتَحْتَ شَجَرَةٍ
يُقلّمُ أظفَارَ الغيُومِ ...
كنّا نَمْشِي لمْ نُوقِظْ السّمَاءَ النّائِمَةَ
والشّمْسُ مُومِسٍ تُضَاجِعُ وجْهَ القصِيدِ
مَعَ العَصَافِيرِ التِي أشْعَلتْ المَاءَ ....
لك أنتِ ...
قبلةٌ صَفَعتْ وجْهَ الرِّيحِ فانفَجَرَتْ أصَابِعُهَا شَوقًا
واِبتَسَمَ اللّيْلُ
لكِ أنتِ ...
صُرَّةُ الحِكايَةِ آلهَة تُضَاجِعُ حَرفًا
ثمّ تَزْرَعُ غَيمَة فِي كَلمَاتِي ليَحتَرِقَ الرِّيحُ
فأعَلّقُ المَسَافَة عَلى شَفَتِي ليَخضَرَّ البَيَاضُ
