الرئيسية » » خيولُ النهر | فريد أبو سعده

خيولُ النهر | فريد أبو سعده

Written By Unknown on السبت، 25 يوليو 2015 | 6:34 ص



خيولُ النهر
ـــــــــــــــــــــ
كانتْ عناقيدُ العصافيرِ التى انفرطتْ على أجسادِنا
خرزاً من الألوانْ 
وأنا وأنتِ معرَّيانِ بغابةِ النخلِ التى شبَّتْ
وترضعُ من نهودِ الغيمِ، كان النهرُ مُلقَى
والضبابْ
أقعَى كقطٍ أزرقٍ ، يحسوهُ فى بطءٍ،
وكنتِ كوردةٍ حمراءَ فوق العشبِ بلّلَها النّدى
هل قلتِ لي أهواكَ ؟،
آهٍ جرَّنى الخفراءُ من ساقىَّ،
هانبتَ الزمانُ فصرتِ خادمةً وصرتُ أنا أعبِّدُ
هذه الطرقَ البعيدةَ،
لم تعودى غير حلمٍ والحنينُ إليكِ داءْ
فهل جاءتْ خيولُ النهرْ
دقَّتْ على بابى يدٌ عَجْلى
(وطقطقتِ الغصونُ فهل رياحُ الشرقِ قد جاءتْ
تخلِّعُ هذه الأبوابَ ،
هل شبَّتْ خيولُ النهرِ وانطلقتْ
وكسَّرتِ القناطرَ أمْ..)
وجدتُ بطاقةً باسمي
فتحتُ البابَ
( كان الشارعُ المغسولُ نوبيّاً تمدَّدَ
في طقوسِ الغسلِ )
مرَّ الحارسُ الليلىُّ فاجأني
وراح يعدُّ لي فوق الأصابعِ
ما خرقتُ من القوانينِ التى هرمتْ
( وكنتُ أراقبُ الوشمَ الذي فى الصدغِ،
كان يخونُ من دقّوهُ)
أزَّتْ فى عروقي النارْ
فهل جاءتْ خيولُ النهر
قد كان يجلسُ تحت أقدامِ المدينةِ قرفصاءَ
ويشتكي ، ويهزُّ جبَّتهُ التى انفتحتْ
(فكان الصدرُ طيناً قد تشققَ ، كان شعرُ الصدرِ
غاباتٍ من السّعفِ الذى انفرطتْ عليهِ سباطةُ الدّمِ
والعروقُ كتابةً زرقاءَ، كان...) يهزُّ جبّتَهُ
ويومىءُ بالإشارةْ
لكنهم لم يفهموا،
والنهرُ محتجزٌ ويزبدُ مثل مهرٍ ألجمتهُ يدُ الحجارةْ
والراحلون ليطلقوا المهرَ النبىّْ
رحلوا، وكنتُ أنا العجوزُ، أنا الصبىّْ
أمشي على آثارِهم حيناً وحيناً قابضاً بيدي على
أثوابِهم ، كى لا تميِّلَ رأسىَ الحيلُ الغريبةُ
أو يتوِّهَنى الضبابْ
فهل جاءتْ خيولُ النهر
صرخَ الذين وشوا بنا:
مولاى جاء الغزوُ ، فاجأنا ، وكنا نائمينَ فمرْ
جنودكَ بالرجوعِ من الصحارى
العرشُ فلينٌ وهذا الغزو ماءْ
مولاى إنى ناصحٌ لكَ ، قد رأتْ عيناى كيف يقبُّ
أسفلتُ الشوارعِ ثم ينشقُّ أخاديداً وتطفرُ هذه
المدنُ الغريبةُ، آهِ يا مولاى إنى ناصحٌ لكَ
فالعدو هناك أعْرَفُ بالذى يجرى
سيعطى مهلةً لتعيدَ لجمَ النهرِ
ها.. انظرْ !
لقد جاءتْ خيولُ النهر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.