الرئيسية » » قصيدة الحَر | فتحي عبد السميع

قصيدة الحَر | فتحي عبد السميع

Written By Unknown on الاثنين، 20 يوليو 2015 | 3:39 ص

قصيدة الحَر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحي عبد السميع
نِسْوَةُ الصعيدِ يَعرِفْنَنِي جَيدا
يَنتَظِرْنَ إحدى مَوْجَاتي
ليمررْنَ أصابِعَهُنَّ في صدورِ الرجال
حَكَّةٌ خفيفةٌ وتتفاقَمُ الإهاناتُ الصغيرة
أو تَشتعِلُ الرغبةُ في الثأر
تقومُ البندقيةُ مِن تحْتِ التراب
ويفوحُ البارودُ في اللحْمِ الحَيّ .

تَمشونَ في ظِلِّي
بعيونٍ مُسبِّلَةٍ ، وخُطَى ذابِلة
يُعجِبُني نَشيدُ السخطِ
وهو يدورُ بين أسنانِكم .

تَهرُبونَ في الحجرات المكيَّفَةِ .
تَحبِسونَ أنفسَكم بأنفسِكم
بينما أنتظِرُ أمامَ الباب
لأنفُخَ في وجوهِكم مثلَ تِنِّين
وأضْحَك .

شيخُ طريقةٍ أنَا
حَمَلَ الصحراءَ في جيوبِه وجاء
سعيدا بالبَشَر
وهُم يَتذمَّرونَ مِن النهار
ويراهِنونَ على الليل
يَذكُرونَ بالخيرِ
شَجَرَ الأرضِ المقطوعَ
ويفكّونَ الأزرارَ كي يتخفَّفوا مِن مَلابِسِهم
لماذا لا يَتقدَّمون خطوة
ويَنزِعونَ خيشا على قلوبِهم ؟

أشدُّ جِلْدي حولَكم
فَتَصِيرونَ طَبْلةً هائلةً وأقرَعُهَا
أقودُكم إلى فراغٍ بيْنَ الضلوعِ
وحنينِ الأرواحِ إلى دنيا أخرى
فتُغمِضونَ أعينَكم
وتُعلِّقونَ بهجَتَكم على ذِهَابي.

أَجُرُّكُم للشكِّ في جدرانِكم
فَتَحْمِلونَها مَعكم إلى الشواطئ
وتحتَ الشماسي
تُخرِجونَها مِن حقائِبِكم وتَلتَفُّونَ بها
فيما تَحسبونَ أنفسَكم عَرَايَا
تُبصِرونَ زُرْقَةً وموْجَا
ولا تُبصِرونَ بَحْرَا .

ستكونونَ أفضلَ
في أيِّ مكانٍ لستُ فيه ؟
حَسَنا
سألُمُّ شَوْكي مِن حلوقِكم وأذْهَبُ
ماذا ستفعَلونَ بأرواحِكم
وقدْ عادتْ تَتنفَّسُ بِلا ضغوطٍ
لا يَفضحُها العَرَق
ولا تَمشي بزجاجاتٍ لتضلِّلَ العطش
تواجِهَ الشمسَ وجْها لِوَجْه
ولا تَعتمِدُ إلا على ظِلالِها ؟

بعيدا أشتمُكم
أغسِلُ جِلْدِي مِن روائحِ أجسادِكم
أرتِّقُ ما شَرَكَتْهُ أظافِرُكم
حين تَشَنَّجَتْ وحاولتْ خَنْقي
بعيدا ، أبْكي عليكم
وأنتُمْ تَشعرونَ باختناقاتٍ
ولا تَجِدونَ حَرَّا تَتهِمُونَه .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.